Document Text Contents
Page 1
النسوة
Page 2
دار أثر للنرش والتوزيع 1436
فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية
عبد الحميد، فاطمة
ة النسوة/ فاطمة عبد الحميد- الظهران 1436
)272( صفحة 14.5 ×21.5 سم
ردمك: 978-603-90722-2-5
أ. العنوان 1 - القصص العربية- السعودية
رقم االيداع 1436/8949 ديوي 813,039531
الطبعة األوىل 2014/1435
ردمك:
اململكة العربية السعودية- الدمام
تلفون : 00966505774560
www.darathar.net : املوقع االلكرتوين
Email: [email protected]
إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالرضورة عن رأي النارش
يمنع نسخ أو استعامل أي جزء من هذا االكتاب بأية وسيلة تصويرية
أو الكرتونية أو ميكانيكية بام فيه التســجيل الفوتوغرايف والتســجيل
عىل أرشطة أو أقراص مقروءة أو أية وسيلة نرش أخرى بام فيها حفظ
املعلومات, واسرتجاعها من دون إذن خطي من النارش.
Page 136
136
مددُت سبابتي نحو وجهها وأنا أرصخ باالسم، وافقتني برأسها وعىل
وجههــا خيبة صغرة، ففهمُت أهنا ودْت لو أنني تعذبُت قليال، قبل أن
أعــرف اإلجابة هبذه الرسعة. قامت باجتاه شــامعة املالبس، وحرشْت
صدرهــا ببجاماتنا كلها، ومجعْت شــعرها من اخللف فــوق عينيها،
عىل هيئة غرة منكوشــة. أخفْت يف منديل باطن كفها سعلة مصطنعة،
وتكررت السعلة، وهي ترضب اجلدار بكفها وتقول:
- يا صف أول... وبعدين معاكم؟
بالطبع كان سهال أن أقول أهنا أبلة علياء، لكنني فهمت اللعبة أخرا..
- أووووه ...سهليها يا أحالم!!
ضحكْت بلؤم ألن األمر بدا وكأنه صعب عيّل، فأحالم طفلة حمشــوة
بقلــب طيب، وجينات أم ســمينة. ثم عجلت يف مشــيتها وهي تنظر
لألشياء من حولنا، تفتش عن عالمة أخرى تدلني عىل اجلواب:
- الااااااا... ال تقويل أبلة علياء!
أغمضُت عيني بيدي، لتزيد محاستها، هزت رأسها موافقة وهي تتلوى
من الضحك:
- برافووو...
ســمعنا ارتطاما حادا أســفل باب غرفتنا، بينام كنت أفرق شعري من
منتصفه، ألهتيأ لتقليــد أبلة ليىل. فتحُت البــاب وخلفي أحالم، وإذا
بملعقة طعــام مقذوفه من طرف الصالة، مســتلقية أمام باب غرفتنا،
وكأهنا جاءت مشــيا، وتوقفت حيث جيب أن يتوقــف الزائر، ليطرق
الباب...كانت أمي تغوص يف الكنبة البنية كعادهتا، أمامها التلفزيون،
ونجم سينامئي يقف وحده يف الشاشة، ويبدو وكأنه يبتسم يل. ال يظهر
من الكنبة التي تبتلع جســم أمي إال طرف قميصها األخرض، ووجهها
املدور الصغر وهو حيــاول أن يلتفت للخلف ليحدثنــا. لوال اهتزاز
Page 137
137
شــحم حنجرهتا، وحَلق أذهنا الطويل، لقلت أهنا يف هذه اللحظة فقط:
زهرة فل!
- يا باســط ابســط بنايت!! كرّستم الغرفة من الضحــك! تعالوا هنا،
وضحكوين معكم!
ما إن خرجت أحالم متحمســة هلذه الدعوة الســخية من أمي، حتى
تلقت منها ثالث أوامر يف حلظة واحدة:
- هاِت الريموت، وجهزي األرجيلة بامء بارد... ال تنيس براد الشاي.
Page 271
271
Page 272
272
النسوة
Page 2
دار أثر للنرش والتوزيع 1436
فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية
عبد الحميد، فاطمة
ة النسوة/ فاطمة عبد الحميد- الظهران 1436
)272( صفحة 14.5 ×21.5 سم
ردمك: 978-603-90722-2-5
أ. العنوان 1 - القصص العربية- السعودية
رقم االيداع 1436/8949 ديوي 813,039531
الطبعة األوىل 2014/1435
ردمك:
اململكة العربية السعودية- الدمام
تلفون : 00966505774560
www.darathar.net : املوقع االلكرتوين
Email: [email protected]
إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالرضورة عن رأي النارش
يمنع نسخ أو استعامل أي جزء من هذا االكتاب بأية وسيلة تصويرية
أو الكرتونية أو ميكانيكية بام فيه التســجيل الفوتوغرايف والتســجيل
عىل أرشطة أو أقراص مقروءة أو أية وسيلة نرش أخرى بام فيها حفظ
املعلومات, واسرتجاعها من دون إذن خطي من النارش.
Page 136
136
مددُت سبابتي نحو وجهها وأنا أرصخ باالسم، وافقتني برأسها وعىل
وجههــا خيبة صغرة، ففهمُت أهنا ودْت لو أنني تعذبُت قليال، قبل أن
أعــرف اإلجابة هبذه الرسعة. قامت باجتاه شــامعة املالبس، وحرشْت
صدرهــا ببجاماتنا كلها، ومجعْت شــعرها من اخللف فــوق عينيها،
عىل هيئة غرة منكوشــة. أخفْت يف منديل باطن كفها سعلة مصطنعة،
وتكررت السعلة، وهي ترضب اجلدار بكفها وتقول:
- يا صف أول... وبعدين معاكم؟
بالطبع كان سهال أن أقول أهنا أبلة علياء، لكنني فهمت اللعبة أخرا..
- أووووه ...سهليها يا أحالم!!
ضحكْت بلؤم ألن األمر بدا وكأنه صعب عيّل، فأحالم طفلة حمشــوة
بقلــب طيب، وجينات أم ســمينة. ثم عجلت يف مشــيتها وهي تنظر
لألشياء من حولنا، تفتش عن عالمة أخرى تدلني عىل اجلواب:
- الااااااا... ال تقويل أبلة علياء!
أغمضُت عيني بيدي، لتزيد محاستها، هزت رأسها موافقة وهي تتلوى
من الضحك:
- برافووو...
ســمعنا ارتطاما حادا أســفل باب غرفتنا، بينام كنت أفرق شعري من
منتصفه، ألهتيأ لتقليــد أبلة ليىل. فتحُت البــاب وخلفي أحالم، وإذا
بملعقة طعــام مقذوفه من طرف الصالة، مســتلقية أمام باب غرفتنا،
وكأهنا جاءت مشــيا، وتوقفت حيث جيب أن يتوقــف الزائر، ليطرق
الباب...كانت أمي تغوص يف الكنبة البنية كعادهتا، أمامها التلفزيون،
ونجم سينامئي يقف وحده يف الشاشة، ويبدو وكأنه يبتسم يل. ال يظهر
من الكنبة التي تبتلع جســم أمي إال طرف قميصها األخرض، ووجهها
املدور الصغر وهو حيــاول أن يلتفت للخلف ليحدثنــا. لوال اهتزاز
Page 137
137
شــحم حنجرهتا، وحَلق أذهنا الطويل، لقلت أهنا يف هذه اللحظة فقط:
زهرة فل!
- يا باســط ابســط بنايت!! كرّستم الغرفة من الضحــك! تعالوا هنا،
وضحكوين معكم!
ما إن خرجت أحالم متحمســة هلذه الدعوة الســخية من أمي، حتى
تلقت منها ثالث أوامر يف حلظة واحدة:
- هاِت الريموت، وجهزي األرجيلة بامء بارد... ال تنيس براد الشاي.
Page 271
271
Page 272
272